أفتكر من حوالي 25 سنه كده قررت أتعلم كمبيوتر ، كان
معمل الكمبيوتر في المدرسه عبارة عن ترابيزات
كتير مصنعه من خشب الطفش المشقق وكراسي نصف عدد الترابيزات ولها 3 أرجل بدل 4 عشان تحقق
لك اكبر قدر من المرجحه وانت قاعد ، لمبه 75 وات في نص الغرفه ومدلدله من السقف
العالي وبتترقص بفعل تيارات الهوا ، وطبعاً نجم الحفل وكل حفل، تلفزيون كبير متصل به جهاز حاسوبي
عملاق واقف قدامه هيكل عظمي بيشرح لنا
بطريقه ( سيب وانا أسيب ) كيفية التعامل مع هذا الأختراع العجيب .
كانت المفردات المستخدمه وقتها في علم الحاسوب أمثال لوحة المفاتيح ، سطح المكتب ،الفارة ، وحدة
الادخال ووحده الأخراج ووحدة المعالجه المركزيه ووحدة التحكم والوحده الصحيه وغيرهم كانوا بيمثلوا بالنسبه لنا دنيا جديده كلها
ألغاز ، انا بتكلم عن جيل كان لسه بيشوف بابا ماجد ومصدق أن بقلظ ده شخصية حقيقيه
، وبيجمع نوى المشمش يلعب به بلي في الفسحه، وبيعمل من علب الزبادي سماعة تليفون .
المدهش بقى كان في ( القرص المرن ) ، الأسم في حد ذاته
ممكن يفكرك لمؤخذه بالجله بتاعت الجاموسه
، بس نظراً لأنك في مكان محترم فأكيد الأسم له دلاله تانيه ،القرص المرن ده ياسيدي هو الأسطوانه الخمسه
وربع ، همه كانوا بيسموها كده ، وماتعرفش ليه اسمها كده ، عرفت بعدين انه مقاسها 5
بوصه وربع ، ودي عباره عن شريط دائري بيدخل في الجهاز ، تروح تصلي الضهر وترجع على
ما يشتغل ، هذا الشريط له قدره فائقه على حفظ المعلومات ، طبعاً هو كان بيحفظها
مره واحده بس عشان خاطرك وكأنه بيجاملك وبعدها يتحرق علطول ، لأنه سرعته في الجهاز كنت تسمع صوتها ، يقعد
يلف يلف كأنك مشغل غساله فول اوتوماتيك ،
هو في الغالب كان بيسف جوه وانت مش عارف ويملا لك الشاشه رموز وشفرات مضيئه .
بعد
ما خلصت الكورس ده حسيت بأنتعاش كبير جداً وبتميز ، لأني بقيت أعرف حاجات، كتير من اللي حواليا مش عارفينها ، وكنت أمشي
بزهو كده لأني بتكلم بلغة الحاسوب ، أفتكر
مره واحد كان زميلي في الكورس ده جه مره قالي قدام الناس ، ممكن تسلفني القرص
المرن اللي معاك أنسخه على سطح المكتب في المعمل واجيبهولك تاني ، طبعاً أنا رديت
عليه بطريقه أدهشت الحضور ، قلت له : مفيش مانع بس خد بالك وانت بتفتح المجلد لأنك
هتلاقي فيه مجموعه من ملفات الوسائط المتعدده ، انت تعرف تستخدم لوحة المفاتيح كويس ، رد عليا
:طبعاً أكيد ، قلت له : على بركة الله ، خده
مع مرور الوقت حصل تطور مذهل في هذا الأختراع العجيب ، وبقى
موجود في كل بيت ، لاب توب وآي باد تاتش وسي دي و هاي سبييد بروسيسور ، استغنى الناس عن الترجمه
وبقوا يتعاملوا مع اللغة الأم علطول ، الانجليزي ،. لكن يبقى للترجمة الاولى
مذاقها المتميز ، وتبقى الأسطوانه المدمجه ، برنسيسة الذاكره .وسيدة الأقراص المرنه والصلبه
معاً.