الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

تحفة الأخبار للزبداني -فانتازيا

ورد في- تحفة الأخبار  للزبداني – أنه في عهد الخليفه العباسي ( ابو اسحاق ابراهيم المتقي) - المتوفي عام 333 هجريه – أنه منع الناس من أقامة الأعراس في الساحات العامه – وقد كانت عاده أهل الأمصاروقتئذ أن يقيموا الولائم على قارعة الطريق في أعراسهم  فيأكل منها الناس والحيوان والطير طيلة ليالي وأيام ثلاث – وظل الناس في محبسهم هذا يحتفلون سراً ويبتاعون الزينة من المتاجر خُفيه وخيفه .حتى أنتفض أهل الشام ومن ورائهم أهل العراق وبعضاً من قبائل الحجاز واليمن ضد الخليفه وعماله على البلاد أحتجاجاً على ما أسموه وقتها ( الخليفه سارق الأفراح ) ، بينما كان المصريون على ضفاف النيل لا يأبهون لتعليمات الوالي ولا يرعونها ..بل أنهم لم يمتنعوا يوماً عن عاداتهم التي يرفعونها الى مرتبه العقيده والعادات اللازمه ، اللازبه .، فعلم الخليفه بما فعله أهل الامصار فعزل  الولاة وقضى على فتنه عصيان أوامره ، وأستتب له الامر كما أراد الا في مصر . فقد تأبت على طاعته بما لا يرونه حقاً له ، وأنما هو أمراً في صميم عاداتهم المعتبره ، بل والمقدسه .فأرسل الخليفه" المتقي" جيشاً عرمرم قوامه مائه ألف جندي بقياده أبي القاسم المستكفي بالله . فحاصرهم المصريون على بوابات القاهره وأنزلوهم منزلاً لقوا فيه من القتل والتعذيب مالم يخطر ببال .هنالك أهتزت عاصمة الخلافه وأرتجت أركانها وأرتبك بلاط الخليفة  بأكمله  وأدرك الخليفه أن المصريين شقوا عصا الطاعه وفرقوا الجماعه ومنعوه طاعته  فما كان له ألا أن أتى بنفسه مستخفٍ بليل ، متشحاً بحلة تاجر من أهل الكوفه ليتعسس الخبر وليعلم  سر هذا الشعب الذي يعصي خليفته ولا يأبه بولاته ..دخل الخليفه القاهره ليلاً فرئاه  الناس في حلته الكوفيه  فظنوا أنه من تجار الكوفه فأحسنوا ضيافته وأكرموا منزله وسألوه عن بغيته ، فقال لهم : دلوني على السوق ، فلقد بلغني أن أهل مصر يبتاعون الزينة ويقيمون الأعراس على قارعة الطريق ، وأني لصاحب تجارة كاسده في الكوفه ، ولقد ساءني وأيم الله ما فعله الخليفة المتقي بأهل الشام والعراق واخواننا في الحجاز وحضرموت . ولم أجد غير مصر مرتعاً لي ولتجارتي ، فقالوا له : مرحباً بأهل العراق ، ابناء خير وبركه ... سل ما شئت وأطرق الأبواب عاليها وسافلها ونم حيث حل بك التعب ، فمصر كلها بيت لك وأهلها في طاعتك ...فقال لهم : ما عهدت بكم الأ ما سمعته منكم ، وما أظنني مرتحل عنكم ألا أن تصدقوني القول ..فقالوا له :- سل تجب ..فقال :- من هذا الذي قاد حملتكم يوم دخل المستكفي بالله بلادكم لوأد الفتنه ، ومن الذي قاد أهل مصر لقتال جنود الخليفه حتى لم يبق منهم رجلاً واحداً دون أن يصيبه جرح ورمية رمح ..فقالوا له : ليس لنا قاده ، فقادتنا جمعنا ، والجمع لا يسكر ، بل يهزم الجمعَ تشرذمه .وأنهم ليسوا على قلب رجل واحد ..فقال لهم الخليفه :- ولكن كيف جرأتم على عصيان الخليفه وهو ظل الله في الأرض ، فقالوا له : ظل الله في الأرض ليس في شخص الخليفه ، أنما ظله  عند المنكسرة قلوبهم ولدى المساكين الطائعين المخبتين لجلالته وعظمته .. ( فوقع هذا الكلام في صدر الخليفه موضع التقدير وعلم أن هذا الشعب لا يهزمه طاغ ولا يقدر عليه مستبد ، ولا سبيل لحكمه الا بالنظر فيما يرضيه وترك مايغضبه )هنالك خلع الخليفة عباءته وألقاها على قارعة الطريق  وكشف عن حقيقته وقال لهم : اذاً فأعلموا انني انا خليفتكم وسلطانكم وأني أشهدكم أني ليس لي سلطان عليكم من الأن وأنما أمركم الى واحد منكم تختارونه وتحتكمون أليه في شئونكم  فقالوا له:- ما احنا عارفين يا برنس من الأول ، شكلك باين عليه... تعا اشرب شاي. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق