الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

الأسطوانه المدمجه


أفتكر من حوالي 25 سنه كده قررت أتعلم كمبيوتر ، كان معمل الكمبيوتر في المدرسه عبارة عن ترابيزات  كتير مصنعه من خشب الطفش المشقق وكراسي  نصف عدد الترابيزات ولها 3 أرجل بدل 4 عشان تحقق لك اكبر قدر من المرجحه وانت قاعد ، لمبه 75 وات في نص الغرفه ومدلدله من السقف العالي وبتترقص بفعل تيارات الهوا ، وطبعاً نجم الحفل  وكل حفل، تلفزيون كبير متصل به جهاز حاسوبي عملاق  واقف قدامه هيكل عظمي بيشرح لنا بطريقه ( سيب وانا أسيب ) كيفية التعامل مع هذا الأختراع العجيب .
كانت المفردات المستخدمه وقتها في علم الحاسوب أمثال  لوحة المفاتيح ، سطح المكتب ،الفارة ، وحدة الادخال ووحده الأخراج ووحدة المعالجه المركزيه ووحدة  التحكم والوحده الصحيه وغيرهم  كانوا بيمثلوا بالنسبه لنا دنيا جديده كلها ألغاز ، انا بتكلم عن جيل كان لسه بيشوف بابا ماجد ومصدق أن بقلظ ده شخصية حقيقيه ، وبيجمع نوى المشمش يلعب به بلي في الفسحه، وبيعمل من علب الزبادي سماعة تليفون .
المدهش بقى كان في ( القرص المرن ) ، الأسم في حد ذاته ممكن يفكرك لمؤخذه  بالجله بتاعت الجاموسه ، بس نظراً لأنك في مكان محترم فأكيد الأسم له دلاله تانيه  ،القرص المرن ده ياسيدي هو الأسطوانه الخمسه وربع ، همه كانوا بيسموها كده ، وماتعرفش ليه اسمها كده ، عرفت بعدين انه مقاسها 5 بوصه وربع ، ودي عباره عن شريط دائري بيدخل في الجهاز ، تروح تصلي الضهر وترجع على ما يشتغل ، هذا الشريط له قدره فائقه على حفظ المعلومات ، طبعاً هو كان بيحفظها مره واحده بس عشان خاطرك وكأنه بيجاملك وبعدها  يتحرق علطول  ، لأنه سرعته في الجهاز كنت تسمع صوتها ، يقعد يلف يلف كأنك مشغل غساله  فول اوتوماتيك ، هو في الغالب كان بيسف جوه وانت مش عارف ويملا لك الشاشه رموز وشفرات مضيئه .
بعد ما خلصت الكورس ده حسيت بأنتعاش كبير جداً وبتميز ، لأني بقيت أعرف حاجات،  كتير من اللي حواليا مش عارفينها ، وكنت أمشي بزهو كده لأني بتكلم بلغة الحاسوب ،  أفتكر مره واحد كان زميلي في الكورس ده جه مره قالي قدام الناس ، ممكن تسلفني القرص المرن اللي معاك أنسخه على سطح المكتب في المعمل واجيبهولك تاني ، طبعاً أنا رديت عليه بطريقه أدهشت الحضور ، قلت له : مفيش مانع بس خد بالك وانت بتفتح المجلد لأنك هتلاقي فيه مجموعه من ملفات الوسائط المتعدده  ، انت تعرف تستخدم لوحة المفاتيح كويس ، رد عليا :طبعاً أكيد ، قلت له : على بركة الله ، خده
 مع مرور الوقت حصل تطور مذهل في هذا الأختراع العجيب ، وبقى موجود في كل بيت ، لاب توب وآي باد تاتش وسي دي  و هاي سبييد بروسيسور ، استغنى الناس عن الترجمه وبقوا يتعاملوا مع اللغة الأم علطول ، الانجليزي ،. لكن يبقى للترجمة الاولى مذاقها المتميز ، وتبقى الأسطوانه المدمجه ، برنسيسة الذاكره .وسيدة الأقراص المرنه والصلبه معاً.

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق