الخميس، 27 فبراير 2014

الى ربي - دون وساطه -


أفتح كتاب وأقفل كتاب وادور عاللي بدع السبب 
ألقى براحك ملء الوجود،
وألقى في قلب القلب دوود 
يخرج وقت ما الروح تفوت ..
عند اللي خلق الوجود ويا العدم 
ألقى الأجابه عالأسئله بالمسطره 
من بين كلام كتابك تتقرا
لمن يرى !

ياحكمتك 
يارب باعث كل حي من نفختك
يارب يا خالق الوجود والعدم 
احنا العدم !
احنا اللي فكينا اللجام 
وحملنا تبعات الكلام
احنا اللي من عليها فان 
احنا الآنام

وأتذكرك
يارب من بعد طول البعاد 
من بعد طول الجحود 
ألقى العدم يرجع وجود 
وتدب في قلبي الحياه من جديد 
والنبض ينفض في الوريد 
وتدوب كل الأسئله والمسأله في لحظة خشوع 
يامحلا ذلي والخضوع 
في حضرتك
في قدرتك 
في قوتك 
يارب ياخالق الحياه والموت 
ايه يعني اموت ! 
مادام هتختفي بينا الحواجز والسدود
أيه يعني ألاقي او ما ألتقيش
مادام هعيش 
في رحمتك.
ايه يعني أتوه في عالم غريب ! 
ما أنت القريب .
وأزاي يعني قلبي يتوجع !
وأنت الحبيب 

أرضني يامولاي بخدمتك 
وأجعل عطائي كله ...لك 
أنت السلام 
ومنك السلام 
تباركت ياذا الجلال والأكرام 

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

كرسي خشب



"أنت فاكرني كرسي في البيت مابيحسش..." ، كانت تلك هي عبارة الضجر التي أنفجرت بها تلك السيده التي أهملها زوجها وأساء معاملتها ، حتى أنه كاد أن يهجرها ويعاملها كعدم لا وجود له في الحياه 
نطقت بها بصوت عال مرتفع دون ادراك منها ان هناك وعلى بعد امتار قليله منها يقبع في صمت وهدوء ساكن كرسي سمع عن كثب عبارتها تلك ...
هذا المخلوق الجمادي النابض بالحركه الصامته والمشاعر التي عجز عن فهمها الأنسان ، سمع هذه الأهانه الصريحه فطفق يحدث نفسه في ألم بليغ وحسرة عميقه قائلاً : اييه ايها الأنسان ، اني والله لأسمع ما تقول واشعر بما لم تشعر أنت به وأتحمل فوق ما تحتمله أنت من العذاب ، أني لأتذكر تلك اللحظات التي وخزت فيها تلك المسامير جوانبي واخترقتها كي يكتمل هذا البناء الذي تلتمس فيه راحتك ويستريح عليه جسدك لأضمك بين ذراعي وأحملك فوق مقعدي وتسند رأسك على ظهري وأظل أنتقل من مكان الى مكان لأحقق لك رفاهيتك وأباع وأشترى دون تذمر مني ،أني قد شهدت تكويني وخلقي ورأيت كيف يتم بنائي ، لقد تألمت كثيراً وتحملت أوزاناً ثقالاً لا تستطيع أنت تحملها ، أنك لا تعلم ماذا يجري هنا في احشائي وما تنضوي عليه خلايا أقدامي الخشبيه تلك ، تظنها جماد بلا روح وبلا مشاعر ونسيت أن هذه الأخشاب التي تكون منها جسدي كانت يوماً جذوعاً في شجر ينبض بالحياه وأن هذا التكوين العبقري هو أنا ... أنا الذي لا تعرفه وتظنه لا حس عنده ولا يسمع ما تقول ، أنك تسميني جماداً صلباً لا يعقل ولا يحس ، مثلي مثل الحجارة ، فكلانا جماد ، وانك تعلم أن من الحجاره لما يتفجر منه الأنهار وأن منه لما يهبط من خشية الله ، أليس هذا الحجر هو الذي ظلمتموه وجعلتم منه أوثاناً فعبدها الناس من دون الله ، وهو نفسه الذي بنيتم به مساجدكم وكنائسكم ومدارسكم وبيوتكم ليظل صلواتكم ويضم دروسكم ويأويكم من العراء .
أنا يا سيدي الأنسان مثل هذا الحجر ، بل أنا أفضل من الحجر ، أنظر كيف تطلقون على المنصب الرفيع والجاه المنيع اسم " الكرسي " فتقولون أن فلاناً أرتقى كرسي الوزاره أو أن ملكاً عظيماً جلس على كرسي العرش وتحتفلون كل عام بيوم جلوسه على الكرسي ، أنكم جعلتم من الكرسي علامة دالة على الأرتقاء الى الأعلى وبلوغ الغاية والرفعه ، ونحن بحق نستحق ذلك وأكثر ، أفلم يسمي الله تعالى في محكم تنزيله أيه عظمى بأسم آية الكرسي ، وقال فيها ( وسع كرسية السموآت والأرض ) فكان عرش الرحمن هو ذلك الكرسي العظيم 
يا صديقي الأنسان اننا شركاء معك في هذه الحياه مادمنا وجدنا فيها معا"، فأجلس مطمئناً وأسترح وأعلم أننا وجدنا في هذه الحياه لراحتك وهذا الوجود يستدعي منك أن تعيه وتفهمه وأن تعلم أننا وجميع ما كان من الموجودات التي تحوطك نراك ونسمعك ونشعر بك ولكنك لا تفقه لغتنا ولا تدري أين تكمن أسرارنا وأين تخفق أرواحنا لأنك تظن أننا وطبقاً لتصنيفك من الجمادات . نحن فقط لا نستطيع أن نعبر عن أحزاننا ولا أفراحنا بيد أننا لدينا عالمنا الخاص ، عالمنا الذي نتكلم فيه ونشتكي، ونحن حينما نستقر على الأرض ونتراص في ترتيب محكم بين ألأثاث في تناغم وتوافق مرضي نسعد بذلك ونتحاور ونحكي ولا نسأم الحديث كما أننا نشهد سمركم وأفراحكم وأحزانكم ونسمع الحكايا منكم ونطلع على أسراركم ولو أنطقنا الله لفضحناكم يا معشر بني آدم ولكننا نحفظ الأسرار وهذا هو قدرنا معكم ... الصمت الى الأبد ! ، ولكن هل تعلم متى تنتهي أعمارنا ..؟ هل تعلم الى أين نحن ذاهبون ؟ أني أدعوك للجلوس ... لنتحاور !