الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

أختفاء قبيلة من النمل !!

يا صغيراتي الجميلات ... أدخلوا مساكنكم ، لا قدرة لديكن على مجابهة هذا العالم الوحشي الذي يفتك بنا دون أبداء أسباب ، دعونا نلتمس سوياً حياة بالجحور وتلك الممرات الرفيعه الضيقه التي حفرناها بأيدينا وسط عتمة الأحجار والأتربه والرمال ، لا حاجة لنا في النور مادمنا قادرون على أن نعيش في الظلمه ، لا حاجة لنا في فتات الخبز وبقايا طعامهم العفن ، أن هذا الأسر الأختياري الذي سوف يشهد مستقبلنا من الأن وحتى نهاية العمر هو حريتنا التي عجز هو عن أن يجدها . نحن الآن في مستقر آمن لا ترانا العيون ، ولا تفضحنا الأضواء ، سنتمرد على النظام ونتحرك في عشوائية ولا ننتظم في طابور ولا نصطف كأسنان المشط فكل منا غني عن الأخر من الأن وحتى نهاية العمر ، حتى وان كان العمر طويل ، انطلقن حيث تشأن ولكن حذاري أن تفكر نملة منكن في الخروج وتقودنا جميعاً الى القتل 
صدقوني لا أمل لكم في الخارج ، لقد أتعبنا الكلام وجهد الكلام ، فهم لا يسمعونه وان سمعوه فلن يفقهوه وان فقهوه فلن يستجيبوا لنا وستسحق أقدامهم حياتنا تلك العطيمه وتزهق أرواحنا محطمة أسفل نعالهم ، صدقوني .. هم يفعلون ذلك بأنفسهم ، هذا الظلم المتناهي الأزلي البدايه ، الأبدي النهايه لن يسأموه ولو بعث من جديد نبي الله سليمان ، أفلا تتذكرون ما فعله جنوده بأجدادكم النمل ، ألم تنههم النملة العظيمة عن الخروج !! ألم يسمعهم نبي الله ، ثم جعله ربكم قرآن يتلى على الناس من بعد ذلك ، ماذا حدث .. لا شيء ، أنها أبدية العلاقة بين المخلوقات فالمقتول لابد له من قاتل ، أما نحن ، فالمقتولون بلا خطيئة ولا أثم ، أبقوا مكانكم وألزموا أماكنكم ، فلا هجرة بعد اليوم لكم يا معشر النمل 
انهم يعكفون على دراسة نظم معيشتنا ومبهورون بنظام حياتنا ويعلمون مدى قوتنا اذا ماقورنت بأحجامنا ورغم ذلك ترونهم يبذلون جهداً للتخلص منا ، اما بتلك المساحيق والمبيدات أو بأيديهم وأرجلهم ، أنظروا كيف يدعي هذا الأنسان أنه عادل وأنه عليم وهو يجهل أبسط الأأشياء ، أنه يظن أن هذا العالم خلق من أجله وله وحده وهو يعلم أن هناك آلاف من الكائنات والأحياء تعيش من حوله وتحقق لهذا الكون توازنه واتزانه ، هذه الكائنات ونحن منها تتنفس وتأكل وتتكاثر وتبني المساكن وتدبر أمورها وتدافع عن أنفسها وتدخر قوتها وتعطف على صغارها وتحترم ملوكها وآباءها هذه الكائنات تموت وتبعث يوم القيامه أمماً شتى ليقضى الله بينها 
نحن يامعشر النمل قادرون على الحياة ولكن في منأى عنهم ، نحن لم نخلق كسالى ولا ضعافاً ، صدقوني وانما خلقنا للعمل الجاد المنظم ، هل سمعتم يوماً عن نملة كسلانه رفضت أن تعمل داخل قبيلتها ، هل سمعتم يوماً عن نملة قتلت أختها ، بل هل سمعتم عن نملة خانت وطنها ، أن الانسان يفعل ذلك كله بل وأكثر ، فمن منا أكثرقوة ومن منا أكثر حكمه ومن منا يستحق الحياه !!
كان هذا هو خطاب ملكة النمل للشغالات والعمال والذكور وكافة مراتب قبيلة النمل على بوابة احدى الممرات الدقيقه التي صنعنها أسفل احدى عتبات الأبواب الخشبيه بأحدى المنازل ، وكان ذلك قبيل ثوان معدوده من أنتشار المبيد الحشري قاتل النمل والصراصير ليتوغل داخل الشقوق والممرات مخلفاً في عقبه قبيلة من النمل قتلى بأكلمها بما فيها الملكة نفسها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق